وهذه خاطرة أخرى من تأليفي وأرجو أن تعجبكم
امتد بصري الى أبعد الحدود
فما هناك شئ مصمت يقف حائل لتلك النظرات
وليس هناك ملمح احدد فيه اتجاهي
فالفضاء من حولي متحد الإتجاه
في الشرق يحدد كانما في الغرب
والغرب احتل الشمال
والجنوب تائه مثلي
الوحيد المؤكد حقيقته تلك الشمس
بشروقها وغروبها
وحلكة الليل وبزوغ نجومها
تكبرالايام في عدادها التاريخي
واكبر انا معها
فينقضي اليوم ويسجل في التاريخ
ويسجل ايضا من عمري
دون ان ادري
مازلت وحدي امام الطريق
بدون رفيق ولا صديق
ولاحبيب ولا حتى قريب
واسير في مبهامات
والعثرات
وامضي شئت ام ابيت
مسيرة ولست بمخيرة
هذا هو مصيري
وحيد الالهام
وحيد الملتقي
وحيد النهج
وحيد البصيرة والهوية
في هذا الكون المريب
فجسدي فيه غريب غريب
أأسمعت شيئا اذني
أأبصرت شئيا أحداقي
بل حدسي يخبرني
هناك
صوت دبيب
صوت انفاس
صوت همسات
مصحوبا بأنين
أنين يشبه أنيني
ظلي فقط هو الوحيد من حولي
ولكن ليس ظلي
وما هو بظل بل انسان
انسان
انسان
يمشي معي في مسيرتي النكراء
ويجوب هذا الفناء
غير مهتدي
يدب في هذه الأرض
تناقلت أقدامي دون أن تدري
إلى ذاك الشخص
سألته من أنت؟
قال لي أنا أنا
أنا كنت منفي ناسيا منسيا
منفي بدون إسم
ولا عنوان
ولا كيان
ولا أملك شهاده ميلاد
ولا حتى وفاه
هذا واقعي يا أخاه
اختي
أأتيت معي؟ دون ان ادري
أجاب لست ادري
ولكن اليقين الذي أقف عليه
أنني مستبصر انسان
بجسد وروح ينطق بحروفي
وهو أنت يا أخاه
فكم سرت ؟؟؟؟؟؟؟؟
سرت في هذا الدرب دون هدف
سرت في هذا الممر دون بريق أمل
سرت في هذا الطريق دون بريق
سرت وسرت وقطعت الكثير
سرت كانني بمحلي أقف
وااااااااااه أختاه
هدئي من روعك
هدئي من ثورتك
من تساؤلاتك
ومن تعجبك!!!
فلست بأقل او أكثر منك
فأعماق الفكر
حفرخنادق للصمت
والصمت كحل العين بهالة السمر
ايظن أني سأصادف يوما بشر
تائهون بنفس التفكير والتعمق في الحياه
بنفس اليأس في فهم كنه الذات
دعنا نمضي في هذا الدرب
رب هناك مستقر
لجسد يلملم اشلائه تحت المطر
و من ورود أطراف الطريق يتخذ العطر
دعنا نرسم ابتسامه على شفاهنا
بعد كل هذا القهر
قهر من بعد ادراك فهم القدر
اخي دعنا نلقي بشباك صيدنا في البحر
دعنا ندع المنجل يجني لنا القمح
ونسمع كل صباح زقزقة طير
وهدير الري يروى الزرع
وهديل يبشر عن ولادتة فرخ
كفانا أخي ألم
كفانا وجود من عدم
وكفانا جراح
كفانا سراب
سراب يتلوه سراب