السلام عليكم
نظرا لعدم وجود قسم عام فاتطررت وضع الموضوع في هذا القسم واتمنى من الادارة
تخصيص قسم عام ونقل هذه المواضيع عليه
--------------------
هنا... وككل يوم ، كانت تجلس هنا ، على هذا الكرسي الخشبي المهتريء ، امام النافذة... وحبات المطر البارد تضرب زجاج النافذة بكل قوتها وكأنها تريد ان تشق طريقها عبر الزجاج الى المجهول... ترتدي معطفها الابيض المنقوش بزخارف رمادية... على الرغم من برودة الوانه الباهتة الا انه يشعرها بالدفئ في هذا البرد القارص ... وتمسك بيدها كاس ساخن يبعث الدفئ الى احشائها...
تنظر الى النافذة ، تنظر بكل شغف ، تنظر كانسان يامل بسقوط شيء مع هذه الامطار الباردة ... تنظر وكانها تنتظر ظهور احد من بين هذه الاشجار التي انهكها التصدي لغطرسة الرياح ... وجنونها.
وفجأة ... اذا بدموع ساخنة تخرج من سجن عينيها وتحرق خديها... يا ترى لماذا ؟؟
ماذا رأت ؟؟ وبماذا تفكر ؟؟ أهو الحنين ؟ ام الشوق ؟ اهو الغربة ؟ ام الفراق ؟ ام الشعور بالظلم ؟؟؟
مسحت دموعها ، وهمت بالوقوف تاركة الكرسي والنافذة ... ومشت خطوات ضعيفة مثقلة في ارجاء الغرفة المظلمة ... مشت باتجاه طاولة مهترئة علاها عدد من الكتب والاوراق التي اكلها الزمان وعلاها الغبار...
امسكت بالفلم وبدأت تكتب وتكتب وتكتب.!! تنظر الى النافذة تارة .. ثم تعود الى الكتابة تارة اخرى...
رسالة ؟ مذكرات ؟ احلام ؟؟
ما زالت تكتب .. ورقة تلو ورقة وتكتب وتكتب ...
يا الله ما كل هذه الكتابة ؟؟ مضت ثلاث ساعات... وتكتب .. ثم وقفت ... بعدما رمت بالقلم على الطاولة ، أمسكت أوراقها ومشت باتجاه النافذة... تريد ان تفتحها!! يا لجنونها !!
نعم ... فتحتها .. واذا بالهواء البارد المثلج يدخل الى ثنايا ثوبها ومعطفها وجسمها، فترتعش.. ولكنها ما زالت واقفة امام النافذة المفتوحة .. وتملا حبات المطر ارضية الغرفة ... وكل شيء طار من مكانه ، كل شيء تبلل.. ولا تزال واقفة... وكانها شجرة يستحيل اقتلاعها...
انها تمسك بالاوراق وترميها في الهواء فتسرع الرياح الى ابتلاعها.. وتطير الاوراق وتطير وتطير ...
وكانها تطلب من الرياح ان توصلها الى شخص ما ... وتطير الاوراق وتختفي ...
يا لها من فتاة غريبة الاطوار ... انها تبتسم الان ! نعم تبتسم ! وكانها فعلت شيئا بطوليا ، تفخر به ..
ثم تغلق النافذة ، وترمي بنفسها على سريرها البارد... ولكن يبدو من ان فرحها وسرورها قد بعث بالدفئ الى سريرها .. ثم تغمض عينيها وتغط في نوم عميق...
تفتح عينيها ، تنظر الى النافذة واذا باشعة الشمس تملا ارجاء الغرفة .. تنظر الى الساعة واذا بها السابعة صباحا ، تنزل من على فراشها وتتجه باتجاه الباب ، تفتحه ، فلا تجد احدا، تنظر يمنة ويسرة، لا احد ... تنظر الى الارض ، واذا بورقة مطوية بدقة موضوعة على الارض ، تلتقطها وتغلق الباب وتدخل ...
تفتح الورقة بهدوء وبطء ... وعينيها تشعان املا ... وكانها تتوقع وصولها ، تفتحها وتقرا بصوت عال :
تاريخ الارسال : يوم من ايام الشتاء البارد
لقد وصلتني البارحة كل احلامك وآمالك وطموحاتك ..
وصلتني اوراقك محملة مع الريح البارد .. ولكن يبدو فيها شيئا من اليأس والكآبة ..
ولكن اعلمي انه مع اليأس لا يتم بناء اي شيء ... تحلي بالقوة والشجاعة
رتبي اوراقك وابدأي من جديد ... اتركي الماضي خلفك وتحدي العالم بروح قوية ... ابني لمستقبلك ، انظري امامك , وتوكلي على الله ، اخرجي من هذه الحياة الباردة ... وابدأي بتحقيق احلامك ... هذه رسالتي اليك والى كل شخص فقد الامل في هذه الدنيا الظالمة ...
يا ظروفي فاهدئي او فاعصفي لن تريني ابدا منهزما
لن تريني مطرقا في ندم لن تريني حائرا مستسلما
فطريقي وانا اعرفها فرشت شوكا وزهرا ودما
والهي قد براني مسلما اتلقى قدري مبتسما